فصل: ذكر غزوة مرج القبائل داخل الدروب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح الشام (نسخة منقحة)



.ذكر غزوة مرج القبائل داخل الدروب:

فقال ابو عبيدة معاشر المسلمين هذا الشام قد ملكتموه وملككم الله إياه واخرج عدوكم منه بالذل والهوان وأورثكم أرضهم وديارهم كما قال الله تعالى في كتابه العزيز فما تشيرون به علي اندخل في هذه الدروب وراء اعدائنا فلم يجبه احد فأعاد الكلام ثم قال: ما هذا السكوت أفشل بكم بعد الشجاعة أم كسل بعد النشاط أم قد انتقيتم من الحسنات ولم يبق عليكم من الذنوب وإن الحسنات لكم كثيرة ولم يبق عليكم خطيئة فالرغبة إلى الله أن يعينكم على الجهاد فهو خير لكم من الدنيا وما فيها قال فكان أول من تكلم ميسرة بن مسروق العبسي فقال: أيها الأمير أنا لم نسكت لجزع لحقنا ولا لفزع رهقنا وإنما بعضنا ينتظر بعضا اجلالا وأدبا وأعلم أيها الأمير أنه ما لنا تجارة ولا عمل غير الجهاد في أعداء الله وها نحن لك وبين يديك ومنك الأمر ومنا الطاعة لله ولرسوله ولك وأما أنا فلا أملك إلا نفسي فوجهني حيث شئت تجدني طائعا فقال أبو عبيدة معاشر المسلمين من له راي وحضرته مشورة فليقلها ويظهر ما عنده فقال خالد: أيها الأمير أن إقامتنا عن طلب القوم وهن وعجز منا في ديننا وطلبهم هو الغنيمة والنصر من عند الله والذي أشير به أيها الأمير أن تبعث الجيوش في كل درب من هذه الدروب فإن ذلك يوهن العدو وتقر به أعين المسلمين قال فجزاه أبو عبيدة خيرا وقال: يا أبا سليمان إني قد رأيت أن أعقد لميسرة عقدا واسير معه رجالا لانه هو أول سارع إلى هذا الأمر وأشار به فيفتح الله لهم الدروب ويغير على ما من قرب من البلاد ويرجع فيخبرنا عن خبر البلاد فنعمل على حسب ما نرى.
فقال خالد: هذا الصواب فعقد لميسرة وانتخب له من القبائل ثلاثة آلاف فارس من الشجعان وألف عبد من السودان وجعل من كل قبيلة نقيبا وجعل على العبيد دامسا أبا الهول قال فلبسوا اكمل السلاح وكل منهم يقول أنه يلقي الكتيبة وحده وجعل أمير القوم ميسرة وقال أبو عبيدة يا أبا الهول كن انت بجماعتك في أوائل العسكر ولا تخالف ميسرة فيما اشار به فإنه مبارك الطلعة فقال سمعا وطاعة قال: وجهز القوم ثم أن خالدا قال: أيها الأمير أرسل معهم أدلاء يعرفونهم الطريق ويكونون لهم عيونا على أعدائهم فطلب لهم من أهل حلب من المعاهدين من يكون ناصحا لهم فاختاروا لهم اربعة واعطاهم أبو عبيدة واحسن إليهم وطرح عنهم الجزية وقال لهم: في أي درب يكون دخول المسلمين في طلب العدو فاجتمع رأيهم على أن يدخلوا في الدرب الاعظم من بلد قورص.
ثم إنهم قالوا: أيها الأمير أن هذه الدروب ليست كمثل البلاد التي فتحتموها بل هي بلاد شديدة البرد كثيرة الشجر والمدر والحجر وفيها مضايق وشعاب وأودية وكهوف وعقبات فقال أهل اليمن سيروا أنتم أمامنا فإنكم ترون منا عجبا فسار أبو الهول والمعاهدون أمامه وسار ميسرة في أعقابهم بعدما ودعوا الناس ومضوا وهم بالتهليل والتكبير وقراءة القرآن والمسلمون يدعون لهم بالنصر والسلامة قال عطاء بن جعيدة وسرنا والدليل أمامنا حتى أتينا عقبة حنداس فقطعناها وعبرنا نحو الساجور وأتينا قورص فنزلنا فيها وبتنا فلما أصبحنا ودخلنا الدروب وجدنا بها ارضا وعرة وأشجارا ومياها جارية ومضايق ليس للفرس فيها مجال فهالنا وحشة ذلك المكان إذ ليس للعرب فيه مجال ولا فسحة فقلت في خاطري أن طالت علينا هذه الاودية خشيت على المسلمين أن يظفر بهم عدوهم والادلاء أمام المسلمين وقد تعلقوا في جبال شامخة صعبة الصعود فلم يبق أحد إلا وترجل عن فرسه قال: ومشينا حتى تقطعت نعالنا وسال الدم من أرجلنا فلم نزل على ذلك ثلاثة أيام والادلاء يقولون لنا كونوا على يقظة فإن أخذ عليكم المجاز هلكتم فلما كان في اليوم الرابع خرجنا إلى أرض واسعة وكان دخولنا إلى بلاد الروم في أول الصيف ونحن مخففون من الثياب ولما دخلنا إلى تلك الأرض وجدنا بردا كثيرا ونظرنا إلى الثلج وهو على الجبال عن يميننا وشمالنا قال: وكان دامس أبو الهول يأخذ معه ثيابا تدفئه فحصل له من البرد فقال: يا أبا الهول ما لي اراك ترتعد فقال أخذني البرد وليس معي ما يدفئني فدفع إليه فروة فلبسها فدفىء فقال كساك الله من ثياب الجنة.
قال الواقدي: وساروا إلى أن وصلوا إلى أرض طيبة كثيرة المياه قليلة الشجر فنزلوا فيها ثم إنهم ساروا فلم يروا احدا لأن الروم كانوا قد نزحوا عن البلاد لحذرهم من المسلمين فلما كان في اليوم الخامس ونحن سائرون إذ لاحت لنا قرية فقصدها المسلمون وإذا هي خالية بل سمعوا أصوات الديوك والغنم فدخلوها فلم يجدوا عندها مانعا ولا دافعا فعرفنا انهم تواروا عنا فصاح ميسرة وقال خذوا حذركم فإن القوم قد انهزموا فدخل الناس إلى القرية فأخذوا ما كان فيها من طعام وأثاث ومتاع قال سعيد بن عامر فرأيت أبا الهول وهو يحمل على عاتقه ثلاثة اكسية وقطعتين قال فقلت له يا أبا الهول ما هذا فقال استعد به لبرد هذه البلاد الخبيثة فما أنساها أبدا قال: وأخذوا ما كان في القرية من طعام وعلوفة وساروا إلى أن وصلوا إلى مرج ي قال له: مرج القبائل وهو مرج واسع فانبثت الخيل فيه يمينا وشمالا ونزل الجيش هناك وميسرة يراود نفسه في الرجوع إلى حلب وذلك أن أبا عبيدة كان قد أمره أن لا يبطىء عنه وإن يكون حذرا فبينما هو كذلك والخيل منبثة والناس آمنون من عدو يدهمهه إذ أقبل بعض الخيالة ومعه علج يقوده فلما وصل إلى ميسرة قال له: ما شأن هذا ومن أين أخذته فقال اعلم أيها الأمير إني سبقت اصحابي فرايت شخصا يلوح مرة ويختفي مرة فأسرعت إليه فإذا هو هذا فأتيته وسقته اليك قال فتقدم إليه رجل من المعاهدين فسأله فحدثه فاطال معه الكلام والناس سكوت فلما أطال قال ميسرة ويلك ما الذي يقول هذا العلج.
فقال: أيها الأمير انه يقول أن الملك هرقل لما ركب البحر وخرج من انطاكية ووصل إلى قسطنطينية قصدته الروح من كل مكان من المنهزمين وغيرهم وبلغه أن انطاكية قد فتحت صلحا وإنه قتل من كان فيها من المقاتلة فصعب عليه وبكى ثم قال السلام عليك يا أرض سوريا إلى يوم اللقاء وقد تجمع عنده من البطارقة والحجاب وغيرهم خلق كثير فقال لهم: إني أخاف من العرب أن ترسل في طلبنا ثم إنه جهز ثلاثين ألفا مع ثلاثة بطارقة وأمرهم أن يحفظوا له الدروب فقال له ميسرة: قل له كم بيننا وبينهم قال يقول لكم فرسخان قال فلما سمع ذلك ميسرة أطرق إلى الأرض لا يرد جوابا ولا يبدي خطابا فقال له رجل من آل سهم يقال له: عبد الله بن حذافة السهمي وكان من أبطال الموحدين وشجعانهم وكان له عمود من حديد وكان يقاتل به لا يقله في الحرب سواه وكان ذميم الخلقة فقال لميسرة بن مسروق ما لي اراك أيها الأمير مطرقا إلى الأرض أطراق الحصان لصلصلة اللجام والرجل منا يقابل ألفا من الروم.
فقال: والله يا عبد الله ما أطرقت خوفا ولا جزعا ولكن خوفا على المسلمين أن يصابوا تحت رايتي وهي أول راية دخلت الدروب فيلومني عمر بن الخطاب وكل راع مسؤول عن رعيته فقال المسلمون والله ما نبالي بالموت ولا نفكر في الفوت لاننا قد بعنا أنفسنا بجنة ربنا ومن يعلم انه ينقل من دار الفناء إلى دار البقاء فلا يبالي بما وصل إليه من الكفار ثم إنه قال: أيها الناس أترون أن نلقاهم في موضعنا هذا أو نسير إليهم فسألوا المعاهد وقالوا: أن كان موضعهم افسح من هذا رحنا إليهم فقال: ليس من هذه البلاد بعد عمورية أفسح من هذا المكان فإن عولتم على لقائهم فاثبتوا مكانكم وإن عدتم إلى ورائكم كان خيرا لكم من قبل أن يشرف عليكم عدوكم قال فعرض ميسرة على العلج الإسلام فأبى وكانوا كالجراج المنتشر وكان قد مضى النهار فأضرمت النيران فلما أصبح الصبح صلى ميسرة بالناس صلاة الفجر فلما فرغ قام في الناس خطيبا فقال: أيها الناس هذا يوم له ما بعده وإن رأيتكم هذه اول راية فضرب عنقه فبينما هم على ذلك إذ أشرفت عليهم الروم فنزلوا بازائهم ما لا يحصل لغيره فقال قبح الله تلك البلاد فإذا كان هذا البرد عندهم في الصيف فكيف يكون في الشتاء وجعل يرتعد فرآه ميسرة دخلت الدروب واعلموا أن اخوانكم مطاولون لفعلكم واعلموا أن الدنيا دار ممر ولآخرة دار مقر واسهوا ما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: «الجنة تحت ظلال السيوف» ولا تنظروا إلى قلتكم وكثرة أعدائكم فقد قال تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249] فقال المسلمون اركب بنا يا ميسرة على بركة الله والقهم بنا وانا لنرجو من الله النصر عليهم قال فاستبشر بقولهم وركبوا وانفصلت العبيد من العرب ووقفوا تحت راية أبي الهول وأخذوا على أنفسهم قتال عدوهم واستنصروا بربهم وهو يوصيهم وجعل على الميمنة عبد الله بن حذافة السهمي وعلى الميسرة سعد بن أبي سعيد الحنفي وقدم العبيد مع أبي الهول فلم ينطق بكلمة وركب جيش الروم ومدوا سفوفهم ثلاثة صفوف كل صف عشرة آلاف وأمامهم الصلبان وهم في عددهم وعديدهم فلما استوت الصفوف خرج رجل من الروم من المتنصرة وقرب من المسلمين وقال أن الباغي بغية يرديه أما كفاكم ما ملكتموه من الشام العظيم حتى اقتحمتم هذه الجبال وإنما ساقتكم الآجال وهنا ثلاثون ألف عنان وقد حلفوا بالصلبان أن كلا منهم لا ينهزم وإن وقع ميتا فإن اردتم أن نبقي عليكم فاستسلموا للاسر حتى يحكم الملك هرقل فيكم بما يريد فخرج ابو الهول والراية بيده و قال له: صدقت في قولك أن الباغي يرديه بغيه وأما قولك انا نلقى اليكم بأيدينا لتبقوا علينا فأنت إذا باغ بقولك هذا إذ نطقت بغير تجربة منكم وها أنا عبد من عبيد العرب لا قدر لي ولا قيمة عند ذوي الرتب فاقرب مني حتى أجندلك صريعا تخور في دمك ثم أن دامسا همز حصانه إليه وطعنه فأرداه عن فرسه قتيلا ثم جال على فلوه وهز رايته وقال: الله واكبر فتح الله ونصر وجاءنا بالظفر ونظرت الروم إلى أبي الهول وقد قتل صاحبهم وكان من شجعانهم فغضبوا لذلك فخرج إليه آخر فما تركه يقرب منه حتى طعنه في نحره فاخرج السنان من ظهره ونظر الروم إلى ذلك فقالوا: هذا عبد من عبيد العرب قد فعل ما ترون قال فلم يجسر احد أن يخرج إليه فأغار عليهم وقتل من القلب واحدا ورجع قال فحمل عليه صف من الصفوف وهم عشرة آلاف ودهموه بالخيل فحملت العبيد وحملت المسلمون والتقى الجمعان قال ميسرة فالله در العبيد لقد ابلوا بلاء حسنا واستنقذوا أبا الهول من عين الهلاك وهم يقولون نحن عبيد العباد الله وضربنا مثل الحريق في سبيل الله ونقتل من كفر بالله قال: ولم يزل الحرب بينهم حتى قامت الشمس في قبة الفلك وحمي عليهم الحر وافترق الجمعان قال: وإن المسلمين موقنون بالظفر والنصر والمشركون قد ايقنوا بالهلاك وقد قتل منهم خلق كثير واسر من الروم تسعمائة وقتل منهم زهاء من ألف فلما أنفصل الجمعان افتقد المسلمون أبا الهول فلم يجدوه فقال ميسرة: أن كان أبي الهول قد قتل أو اسر فقد اصبنا به وإلى الله تعالى اشكو ما اصبنا من فقد أبي الهول واسر من المسلمين عشرة ثم أن ميسرة قال من فيكم يكشف لنا خبرهم وإذا بالروم قد عادوا للقتال وحملوا بأجمعهم فقاتلوا قتالا شديدا فكان الرجل من المسلمين يجتمع عليه العشرة والعشرون والخمسون إلى أن يقتلوه أو يأسروه وكانت العرب في أربعة آلاف والروم في ثلاثين الفا فعظم بينهم الحرب وهاج الطعن والضرب فلله در ميسرة بن مسروق العبسي لقد جاهد في الله حق جهاده وهو مع ذلك ينادي أيها الناس اذكروا الدار الآخرة واعلموا أنها اقرب لاحدكم من رجوعه لأهله فاستقبلوها استقبال الوالدة لولدها ولا تولوا الادبار عنها فإن اصاب القوم منا فإني اخشى أن ذلك وهن بنا ثم إنه نادى أحطموا أجفرة سيوفكم فذلك طريق النجاة.
قال زيد بن وهب فلم يبقى احد من المسلمين حتى رمى بجفير سيفه فلما رأت الروم ذلك فعلوا مثلنا ورمى كل منهم بجفير سيفه وسميت تلك الواقعة باسمين وقعة مرج القبائل ووقعة الحطمة لأجل حطم أغمدة السيوف قال: واقتتلوا حتى أن الرجل يقول أن سيفه ما بقي يقطع والمسلمون يبتهلون إلى الله والكفار تعج بكلمة كفرهم قال: وإن المسلمين يطلبون الفرج من الله والسودان تقاتل قتال الموت وكان شعار العرب في ذلك اليوم النصر النصر وشعار السودان يا محمد يا محمد قال ابن ثابت وكنت قد أخذني القلق على المسلمين ونحن في ركب عظيم إذ سمعت في الروم ضجة هائلة وإذا بهم يقاتلون اناسا من ورائهم وهم في وسط عسكرهم والزعقات منهم قد علت وسمعت قائلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فقلت هذه أصوات الملائكة فاتبعت الصوت فإذا هو صوت دامس أبي الهول وهو بارك تحت حجفته ومعه العشرة المأسورين وهم يقاتلون معه ويحمون بعضهم إلى أن خلصوا من بيتهم وسمعته يقول هذه الابيات:
يوثقني الاعداء في الحديد ** وناصري وسيدي المبيد

مهلك عاد وبني ثمود ** أغاثني بعونه الشديد

محمد الطاهر الرشيد ** فحل عني القيد والحديد

ذاك رسول الملك المجيد ** صلى عليه الناصر الحميد

قال: فحملت المسلمون وكشفوا عنهم فخرجوا وكأنهم قد غرقوا في بحر دم ووالله ما قتل من المسلمين اكثر من خمسين رجلا بواحد أو باثنين وقتل من المشركين نيف عن ثلاثة آلاف غير ما قتله أبو الهول واصحابه في وسط عسكر الكفر فلما نظر ميسرة إلى دامس أراد أن يترحل إليه فأقسم عليه أن لا يفعل وافترق الجيشان فضم ميسرة دامسا إلى صدره وقبله بين عينيه و قال له: كيف كان أمركم قال اعلم أيها الأمير أن الروم كانوا قد تكاثروا على فرسي فقتلوه ووقعت فأخذوني أسيرا وجعلوني في الحديد وفعلوا بأصحابي مثلي وقد ايسنا من أنفسنا فلما جن الليل رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «لا بأس عليك يا دامس اعلم أن منزلتي عند الله عظيمة» ثم إنه أمر يده الكريمة على الحديد فسقط مني وفعل ذلك مع أصحابي وقال لنا: «ابشروا بنصر الله فأنا نبيكم محمد رسول الله» وقال لي: «أقرئ عني ميسرة السلام وقل له جزال الله خيرا» ثم غاب عني فانتبهت فوجدت الموكلين بنا نياما مما لحقهم من التعب وقد رموا سلاحهم فأخذنا سيوفهم وطوارقهم وقتلناهم وحملنا فيهم ونصرنا الله عليهم ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلنا منهم من قتلناوخرجنا من بينهم سالمين وهذا حديثنا قال فضج المسلمون بالتهليل والتكبير والصلاة على البشير النذير.